مقدمة
عندما يُذكر دوري أبطال آسيا، لا بد أن يتبادر إلى الذهن اسم نادي الهلال السعودي، النادي الأكثر تتويجًا وظهورًا في نهائيات البطولة. يُلقب بـ"زعيم آسيا" عن جدارة، إذ أن مسيرته في هذه البطولة تُعد ملحمة كروية لا تُنسى، سطّر فيها التاريخ بأحرف من ذهب.
بداية المشوار الآسيوي
بدأ الهلال مسيرته في البطولات الآسيوية منذ أواخر الثمانينات، وحقق أول ألقابه في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عام 1997، ثم واصل كتابة المجد القاري بتحقيق أول لقب لدوري أبطال آسيا (بمُسماه السابق) عام 1991.
منذ ذلك الحين، أصبح الفريق ضيفًا دائمًا في الأدوار النهائية، لا يكاد يخلو موسم آسيوي إلا وكان الهلال أحد أبرز أبطاله أو طرفًا في معاركه الكروية.
اللقب الأغلى: دوري أبطال آسيا 2019
بعد سنوات من المحاولات والخيبات، وبعد نهائيين ضائعين في 2014 و2017، عاد الهلال بقوة في 2019، ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخه. حيث توج باللقب الآسيوي بعد فوزه على أوراوا ريد دياموندز الياباني في النهائي بنتيجة 3-0 في مجموع المباراتين.
تألق في هذه النسخة اللاعب الفرنسي بافيتمبي غوميز، والذي حصد لقب الهداف وأفضل لاعب في البطولة، كما لعب كل من سالم الدوسري وعبدالله المعيوف أدوارًا بطولية.
اللقب الرابع: تأكيد الزعامة في 2021
لم يكتف الهلال بما حققه، بل عاد سريعًا في نسخة 2021 ليُتوّج باللقب الرابع في تاريخه (الثاني بنظام دوري أبطال آسيا الحديث)، بعد أن تغلّب في النهائي على فريق بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي بنتيجة 2-0. سجل أهداف اللقاء ناصر الدوسري (بهدف عالمي بعد 16 ثانية فقط) والمالي موسى ماريغا.
وبهذا الانتصار، أصبح الهلال رسميًا النادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال آسيا (4 مرات)، متفوقًا على جميع أندية القارة.
أبرز النجوم في المسيرة الآسيوية
مرّ على الهلال العديد من النجوم المحليين والعالميين، وكان لهم الأثر الكبير في النجاحات الآسيوية. من أبرز هؤلاء:
-
يوسف الثنيان: أسطورة الهلال وقائد الفريق في حقبة التسعينات.
-
محمد الشلهوب: أحد أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ الهلال، وصاحب مسيرة ذهبية.
-
سالم الدوسري: نجم المنتخب السعودي وأحد أبطال لقبي 2019 و2021.
-
بافيتيمبي غوميز: الهداف المخيف الذي ترك بصمة لا تُنسى.
-
عبدالله المعيوف: حارس مرمى الحسم والإنقاذ.
الحضور الجماهيري والإعلامي
الهلال يحظى بأكبر قاعدة جماهيرية في السعودية وآسيا، وجماهيره تلعب دورًا حاسمًا في البطولات، حيث تملأ المدرجات في جميع المباريات، سواء داخل المملكة أو خارجها. كما أن وجود الهلال في الأدوار النهائية دائمًا ما يجذب الإعلام ويزيد من نسب المشاهدة.
أثر الهلال على سمعة الكرة السعودية
ساهمت بطولات الهلال الآسيوية في رفع تصنيف الكرة السعودية، وزادت من احترام الأندية السعودية على المستوى القاري. كما أن إنجازاته جذبت لاعبين ومدربين عالميين للمجيء إلى الدوري السعودي، وهو ما ينعكس على تطور المستوى الفني محليًا.
طموحات لا تتوقف
الهلال لا يرضى بالمراكز الثانية، ولا يكتفي بما حققه. فكل موسم يدخل البطولة بهدف واحد: التتويج. في كل مرة يقترب أو يصل للنهائي، يُثبت أنه الرقم الصعب في آسيا.
حتى في نسخة 2023 التي خسر فيها اللقب لصالح أوراوا الياباني، خرج الهلال مرفوع الرأس بعد أداء بطولي رغم الظروف، ليعود بعدها أكثر قوة في النسخ القادمة.
خاتمة
الهلال ليس مجرد نادٍ يشارك في دوري أبطال آسيا، بل هو صانع تاريخها وبطلها الأول. هو "زعيم آسيا" بلا منازع، وأرقامه وإنجازاته شاهدة على ذلك. وطالما أن الهلال حاضر، فإن الإثارة والمجد حاضران في البطولة.