ليونيل ميسي ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل ظاهرة لا يمكن وصفها بالكلمات فقط. هي قصيدة أرجونتينية تمشي على قدمين، حكاية بدأتها طفلة صغيرة من روزاريو وتحولت إلى ملحمة عالمية. حين يصل إلى 700 هدف، في حين لا نعد فقط كرات دخلت الشباك، بل نعد لحظات من الجمال، من الحلم، من الخيال، من السحر… لأن ميسي لا يسجل فقط، بل يرسم الفن في كل لمسة.
رحلة ميسي إلى الرقم 700 لم تكن مجرد مطاردة للأرقام، بل كانت روبوت عشق بالكرة، سكواير بالموهبة، مزيّنة بالتواضع، وموقعة بتوقيع عبقري لا يتكرر.
من روزاريو إلى برشلونة: بداية الحلم
وُلد ميسي في عام 1987 في مدينة بورتوزاريو، الأرجنتين، ومع ذلك كان يُظهر موهبة رائعة منذ الطفولة، إلا أن مرض نقص النمو كاد أن يوقف الرحلة بشكل جيد. لكن القدر كان يُخبئ له شيء أكبر. نادي كارلوس تايتستن جونسون علاجه، واحتضنه في أكاديمية "لا ماسيا".
في عمر 17 عامًا، ظهر ميسي لأول مرة مع الفريق الأول، منذ تلك اللحظة، لم يكن هناك طريق عالمي. سجل أول أهدافه في عام 2005 بطريقة تشبه كثيرًا تلك التي سجلها مارادونا ضد إنجلترا: لمسة ساحرة، ثم لمسة أخرى، ثم هدف... والجمهور يعرف أنه يرى شيئًا مختلفًا.
أكثر من مجرد الأهداف
ربما المعاصر الرقم "700" دلالة على تهديفية بحتة، ولكن مع مؤلم من ذلك بكثير. لأنه لا يجرم تقليدًا، لاعب بل صانع، مهندس في وسط الملعب، جذاب على الجناح، وزلزال في منطقة الجزاء. لقد حققنا أهدافًا تفوق تلك التي ستسجلها في المستقبل.
ميسي هو اللاعب الذي يمكن أن تصبح أسرع قاتلة لا أحد، ثم تلقوانٍ يُسجل بنفسه إن تطلّب الأمر. لا يميزه كمهاجم، وكصانع لعب… إنه ببساطة "كرة القدم" في كائن بشري.
أهداف في كل المناسبات
ما الذي يميز رحلة ميسي نحو الـ700 هدف هو تنوعها:
-
سجل في الكلاسيكو ضد ريال مدريد أكثر من أي لاعب آخر.
-
نتيجة كل الفرق الكبرى : من بايرن ميونخ إلى مانشستر يونايتد، ومن تشيلسي إلى نصف النهائي.
-
تم تسجيله في النهائيات ، حسب التعيين المناسب، وفي النتيجة التي يُقال إنها تُحدد العظماء.
-
فعل ذلك بيسراه، أحيانًا برأسه، أحيانًا بيمناه، وفي كثير من الأحيان ببراعة تُشبه المعجزة.
ميسي x برشلونة: علاقة عشق الإدارة
بين عامي 2004 و2021، صنع ميسي مجده يضع مع برشلونة. فاز بالألقاب النهائية، منها 4 دوري أبطال أوروبا، و10 ألقاب دوري إسباني، و7 كؤوس ملك. لم يكن هناك سوى قائدًا، بل كان رمزًا. شُيّدت أجيال هناك من اللاعبين من حوله، وهو المحور، الثابت، القلب النابض.
ومن وصل هذه المسافة لا يصل، حتى وصل التي تنوعت بين المراوغات الفردية المارادونية، والتسديدات الثابتة التي لا يصدها أحد، والتمريرات التي يُنهيها بنفسه.
ميسي مع الأرجنتين: من الشك إلى المجد
لفترة طويلة، كان يُتهم ميسي بأنه لا يقدم لمنتخب هولندا ما قدمه لبرشلونة. لكن الحقيقة أن الأرقام كانت دائمة، فقد سجل في جميع البطولات الكبرى، وقاد التانغو لنهائي كأس العالم 2014، ونهائي الكأس مرتين.
فيفي عام 2021، انفجر المشهد. في استاد ماراكانا، قاد ميسي الأرجنتين للفوز بكوبا وويليام أمام البرازيل، على أرض الملعب الأخيرة، وذرف دموعًا لم يره أحد من قبل. كانت لحظة حرّة، لحظة التتويج لمسيرة كبيرة عانت من الشك لكن لم تنكسر.
ثم جاء الحلم الأكبر في 2022: كأس العالم في قطر. هناك، على أرض عربية، ميسي إلى قمة المجد. سجل، راوغ، قادر، تجديد الكأس التي لاحقها. بذلك، ختم الرواية بأجمل مشهد ممكن.
هل الأرقام تكفي لفهم ميسي؟
لا. لأن ميسي لا يُقاس بالأرقام فقط. الـ700 هدف تُعطيك مقياسًا رقميًا، تختلف عن شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة بك الارتجافة التي تشعر بها الجمهور بينما تلمسها قدميه. لانكاوي لك كيف يراوغ خمسة لاعبين دون أن يبدو أنهم يجهدون أنفسهم. لايك ردة فعل طفل يبكي لأنه رأى على الهواء.
ميسي هو يشعر وكأنه لاعب أكثر مما تشرحه، تُحبه قبل أن تُحلله، تُدمنه حتى لو كنت مشجعًا لغريمه.
النهائي؟ ليست قريبة
رغم تجاوزه سن الـ35، لا تزال قادرة على الإبداع. بعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان، ثم إلى إنتر ميلان، ميسيسيبي أصبحت أكبر الأندية، وأكبر من القارات. كل ما يحتاجه هو كرة... وساحة خضراء.