الكرة الأفريقية: مواهب من ذهب في قارات منسية
هذا المقال رحلة في عمق الكرة الأفريقية، بين الموهبة الفطرية والظروف القاسية، وبين النجومية الفردية والفشل الجماعي.
قارة الموهبة
-
السرعة
-
القوة البدنية
-
المهارة الفردية
-
الشغف والرغبة في النجاح
هذه العوامل تصنع خامات كروية "خام" قادرة على الانفجار بمجرد أن تجد البيئة المناسبة.
أساطير أفريقية خالدة
القارة الأفريقية أهدت العالم مجموعة من الأساطير:
-
جورج ويا (ليبيريا): الوحيد من القارة الذي فاز بالكرة الذهبية عام 1995.
-
صامويل إيتو (الكاميرون): ماكينة أهداف، فاز بدوري الأبطال مع برشلونة وإنتر.
-
ديدييه دروغبا (ساحل العاج): أحد أعظم مهاجمي تشيلسي على الإطلاق.
-
يايا توريه (ساحل العاج): لاعب وسط عصري بمزيج من القوة والفكر.
-
محمد صلاح (مصر) وساديو ماني (السنغال): نجمان رفعا راية أفريقيا عاليًا في أوروبا مؤخرًا.
هؤلاء ليسوا فقط لاعبين موهوبين، بل رموز إلهام لشعوبهم.
لماذا لا تفوز أفريقيا بكأس العالم؟
رغم المواهب، لم يصل أي منتخب أفريقي إلى نصف نهائي كأس العالم. أقصى ما حققته القارة:
-
الكاميرون 1990
-
السنغال 2002
-
غانا 2010كلها توقفت في ربع النهائي، وأحيانًا بطرق درامية، مثل خروج غانا أمام الأوروغواي بركلات الترجيح بعد "لمسة يد" سواريز الشهيرة.
الأسباب عديدة:
-
ضعف التحضير والبنية التحتية
-
غياب الاستقرار الإداري داخل الاتحادات
-
الفساد وسوء التخطيط
-
نزيف المواهب للهجرة إلى أوروبا في سن مبكرة
الأندية الأفريقية: مجد محلي لا يُترجم قاريًا
في دوري أبطال أفريقيا، تلمع أسماء أندية مثل الأهلي والزمالك (مصر)، الترجي (تونس)، الوداد والرجاء (المغرب)، تي بي مازيمبي (الكونغو)، لكن حين يُقارن المستوى الأوروبي، تظهر الفجوة.
ضعف الاستثمار، غياب التسويق، ومشاكل التحكيم والبث، كلها أسباب جعلت الأندية الأفريقية بطلة في الظل.
الاحتراف المبكر: بين الحلم والضياع
الكثير من اللاعبين الأفارقة يُغادرون بلدانهم في سن مبكرة، بحثًا عن فرصة في أوروبا. البعض ينجح، والبعض الآخر يضيع في الدوريات الدنيا، أو يتعرض للاستغلال من وكلاء عديمي الضمير.
قصة كل لاعب ناجح مثل ماني أو صلاح، تقابلها عشرات القصص المؤلمة للاعبين لم يجدوا الدعم ولا الرعاية، ليعودوا بخيبة أمل.
الأمل في التغيير
رغم كل شيء، بدأت بعض بوادر الأمل تظهر:
-
أكاديميات محترفة بدأت تنتشر في دول مثل السنغال وغانا.
-
استثمارات قطرية وإنجليزية بدأت تدخل السوق الكروي في المغرب ومصر.
-
تحسّن في نتائج بعض المنتخبات، مثل الجزائر والسنغال اللذَين فازا بكأس أفريقيا مؤخرًا.
-
كأس العالم 2022 شهد تأهل 5 منتخبات أفريقية، منها 3 عربية.
الأمر لا يزال في البداية، لكنه قابل للتطور.
الكرة الأفريقية ليست ضحية فقط
رغم التحديات، لا يجب النظر إلى الكرة الأفريقية على أنها "ضحية دائمة". القارة قدّمت للعالم كرة ممتعة، وأظهرت أن الروح القتالية يمكن أن تعوّض أحيانًا ضعف الإمكانيات.
يبقى فقط أن يتم دعمها بشكل حقيقي، لا من خلال الشفقة، بل من خلال الاحترام والاستثمار والعدالة.
الخلاصة
فالقارة السمراء… لا تنقصها الموهبة، بل فقط الفرصة.