زيدان كمدرب لم يكن مجرد "اسم كبير يدرب"، بل عقلية استثنائية جمعت بين البساطة والدهاء، وبين هدوء المظهر وقوة التأثير.
البداية الهادئة: من الظل إلى القمة
وفي يناير 2016، وفي توقيت بدا فيه الريال تائهًا تحت قيادة بينيتيز، قرر النادي الملكي إعطاء الفرصة لزيدان، فكانت الانطلاقة نحو واحدة من أكثر الفترات ذهبية في تاريخ النادي.
دوري الأبطال ×3… ثلاثية خالدة
ما جعل هذا الإنجاز مذهلًا:
-
إدارة مجموعة نجوم ضخمة (رونالدو، راموس، مودريتش، مارسيلو...).
-
تحفيز اللاعبين وتدوير التشكيلة دون إثارة الخلافات.
-
تحقيق نتائج مذهلة في مواجهات كبرى ضد بايرن، أتلتيكو، يوفنتوس، وليفربول.
زيدان لم يكن ذلك المدرب "التكتيكي المعقد"، لكنه عرف متى يتدخل، ومتى يترك النجوم يتألقون.
فلسفة زيدان: اللعب بالعقل لا بالخطة
-
يقرأ خصومه جيدًا.
-
يعرف كيف يهيّئ لاعبيه نفسيًا قبل المواجهات الكبرى.
-
يجيد التبديلات في التوقيت المناسب.
-
يبث الثقة في لاعبيه، حتى الاحتياطيين.
وقد قال عنه رونالدو: "مع زيدان، كلنا شعرنا أننا الأفضل في العالم."
العودة من الباب الكبير
التحديات والصراعات
رغم نجاحاته، لم تكن فترة زيدان خالية من الصعوبات:
-
خلافات مع إدارة النادي بشأن الصفقات.
-
إصابات مزمنة ضربت التشكيلة الأساسية.
-
ضغط إعلامي دائم، خاصة في الموسم الأخير له (2021).
-
خروجه من دوري الأبطال أمام تشيلسي شكّل خيبة أمل كبيرة.
وفي نهاية المطاف، رحل زيدان بهدوء، تاركًا رسالة صريحة بأنه لم يُعامل بالاحترام الكافي من الإدارة.
هل نراه مدربًا للمنتخب الفرنسي؟
زيدان المدرب ≠ زيدان اللاعب؟
رغم الاختلاف في الأدوار، حافظ زيدان على شخصيته:
-
الهدوء التام في المؤتمرات الصحفية.
-
الاحترام الكبير من قبل اللاعبين والخصوم.
-
الكاريزما الصامتة، التي تصنع التأثير دون ضجيج.
وإن كان زيدان اللاعب يُلهم بالعظمة الفنية، فإن زيدان المدرب يُلهم بالحكمة والنتائج.
الخلاصة
ولا تزال الجماهير تنتظر فصله القادم… لأن مع زيدان، دائمًا هناك قصة لم تُكتب بعد.